حكايات| «صواني الأكل»..  كرم «الشراقوة» في الأحزان

صواني الأكل في أحد المآتم
صواني الأكل في أحد المآتم

الكرم من أهم صفات أهالي محافظة الشرقية ومن مظاهر هذه الصفات العديد من العادات والتقاليد الحميدة وهي إكرام الضيف سواء كانت في الأفراح أو المآتم والمعازي على حد سواء.

وفور الإعلان عن وجود متوفى تسرع السيدات لتحضير الطعام علي أن يوجد به وجبة لحوم وتضعها على صينية وتتوجه به إلى أسرة المتوفى إذ إن الأسرة تعلن الحداد على متوفيها ثلاثة أيام ويمتلئ منزل المتوفى بصوانى الأكل لإطعام الغرباء عن القرية.

تلك العادة التي اختفت في المدن ومراكز المحافظة، لا تزال القرى تصر علىها ويعتبرها الأهالي نوعا من المشاركة لأهالي المتوفى في أحزانهم.

وأكد خليل سلامة أحد المواطنين، تقديم «صواني الأكل» في العزاء ورثناها عن الأجداد، وهي عادة طيبة، من باب التضامن مع أهل الميت والوقوف بجانبهم في مصابهم الأليم، ويقوم الأهالي بتجهيز صنية الأكل والتوجه بها الى سرادق العزاء سواء الرجال أو السيدات، وربما كان أهل الميت على قدر حالهم، ولا يستطيعون تقديم واجب للضيوف، وبالتالي تقديم الصنية من الإنسانيات ومن باب التعاون على البر.

 

 

 

وأوضح محمد رجب، أن الأهالي يقومون في القرى بتقديم «صواني الأكل» على مدار ثلاثة أيام فى الصباح والمساء ويمنع منعا باتا خروج أي شخص من سرادق العزاء أثناء تقديم صنية الأكل، بل يقوم كبير العائلة أو عمدة القرية بوضع صنية الطعام أمامه من باب أكرام الضيف، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يمتد إلى  اجتماع أهل الميت بعد مرور الخميس والأربعين والذكرى السنوية وفي الأعياد، وطالما وقفت بجانب جارى اليوم واستقبلت أقاربه وضيوفه وقدمت لهم الواجب، فسيأتي يوم يقف فيه بجواري لرد الجميل، وتقديم صنية الأكل إظهار للود ويوحي بالألفة والمحبة والتماسك والترابط المجتمعي.

 

 

 

 

 

 

وأشار  حسن أبو الخير، إلى أن الشراقوة كرماء وعزموا القطار"، وهذه حقيقة منذ زمن بعيد وليست أسطورة، حيث توقف القطار فجأة أمام قرية اكياد بمركز فاقوس بالشرقية وقت صلاة المغرب في شهر رمضان، فأسرع أهالى القرية نحو القطار لإنزال الركاب وإفطارهم وقدموا لهم وجبة إفطار، ونقلت الروايات والفنون الشعبية هذه الحكاية، وصار يشار لكل شرقاوي بالكرم والواجب، ورغم مرور عدة سنوات على هذا الحدث، إلا أن المجتمع الشرقاوي الأصيل يؤكد استمرار الكرم والجود، ويظهر ذلك جليا في «صواني الأكل».